رغم مرور ثمانية عشر دورة على انطلاق مهرجان سينما المرأة بسلا، إلا أن النسخة الأخيرة التي اختتمت فعالياتها يوم 27 شتنبر 2025، أثارت موجة من الانتقادات والتساؤلات حول جدوى استمرار هذا الحدث الثقافي، الذي بدا وكأنه فقد الكثير من بريقه الفني والجماهيري.
من أبرز الملاحظات التي سجلها المتتبعون، الغياب شبه التام لنجوم الصف الأول من الساحة الفنية الوطنية والعربية. فباستثناء تكريم بعض الأسماء مثل سعاد نجار وفرح الفاسي وحنان مطاوع، لم تشهد الدورة حضورًا وازنًا لمخرجات أو ممثلات بارزات، ما أثر سلبًا على الزخم الإعلامي للمهرجان، وأفقده جزءًا من جاذبيته المعتادة.
الافتتاح الذي احتضنته سينما هوليود بسلا، مرّ في أجواء خافتة، حيث غابت الحشود التي كانت تميز الدورات السابقة، وبدت المقاعد فارغة بشكل لافت في حفل الافتتاح والختام. هذا الغياب الجماهيري يطرح علامات استفهام حول قدرة المهرجان على التواصل مع الجمهور المحلي، ومدى فعالية استراتيجيته الترويجية.
رغم محاولات التجديد التي أعلنت عنها إدارة المهرجان، مثل إضافة فضاءات جديدة وإمكانية استحداث جوائز خاصة بالأفلام الوثائقية القصيرة، إلا أن البرمجة لم تحمل مفاجآت تذكر. غابت الأفلام المثيرة للجدل، وغابت النقاشات الفكرية التي كانت تشكل قيمة مضافة في دورات سابقة، ما جعل المهرجان يبدو وكأنه يكرر نفسه دون تطوير حقيقي.
لمفارقة أن مدينة سلا، التي تشهد تطورًا عمرانيًا وثقافيًا ملحوظًا، لم تنجح في تحويل هذا الحدث إلى مناسبة جماهيرية حقيقية. حتى الشاشة الكبرى التي نُصبت في قلب المدينة القديمة لم تستقطب الجمهور المنتظر، ما يعكس ضعف الاندماج بين المهرجان وساكنة المدينة.
النسخة 18 من مهرجان سينما المرأة بسلا كانت فرصة ضائعة لإعادة التوهج لهذا الحدث الثقافي. غياب النجوم، ضعف الحضور الجماهيري، وبرمجة غير محفزة، كلها عوامل تدفع إلى إعادة التفكير في مستقبل المهرجان. هل يحتاج إلى إعادة هيكلة؟ هل آن الأوان لتجديد الرؤية الفنية والتواصلية؟ وهل ما زالت السجادة الحمراء لسلا تحتفظ ببريقها ؟