*الجهل المقدس Sainte ignorance* *عنوان الزوبعة التي كان بطلها شعب يفتري دون أن يراعي لحقيقة ما يحدث*

هيئة التحرير19 مايو 2025
*الجهل المقدس Sainte ignorance* *عنوان الزوبعة التي كان بطلها شعب يفتري دون أن يراعي لحقيقة ما يحدث*

استوقفتني العديد من المنشورات على مواقع التواصل الإجتماعي منذ بداية اعتقال أ. ق الأستاذ المشرف على الماستر بجامعة ابن زهر والتي أحزت في نفسي وآلمتني كثيرا لدرجة قبحها وبشاعة الاجتهاد فيها لتكون مادة خامة سهلة للبيع من قبل أصحاب صفحات التفاهة وأشباه الصحافة، لكن ما يؤلم هو ظهور بعض الأسماء التي تعتبر نفسها من النخبة وتدعي العلم والمعرفة ولأنها تملك قاعدة من الجمهور الذي لا يميز بين الحق والباطل، أنشبت أظفارها وانهالت بكل ما تملك من قوة لتشحين الجمهور وتمرير مغالطات لا أساس لها من الصحة.
إن المبدأ الأسمى لقرينة البراءة الذي أقرته المواثيق الدولية ورسخته القوانين الوطنية في مضامينها ولعل المادة الأولى من ق م ج خير دليل.
*القضية ومافيها*
بعد اعتقال ل.ز موثق بمدينة أكادير الذي جاء في تصريحاته أنه حاصل على شهادة الماستر المعلوم وأنه على علاقة بالأستاذ الجامعي وأنه أخذ منه مبلغ مهم يقدر ب 25 مليون قصد التسجيل في سلك الماستر، ومباشرة بعد حصوله على شهادة الماستر اجتاز مباراة سلك الدكتوراه مع أستاذ آخر بنفس الجامعة وبمبلغ مهم أيضا يقدر ب 30 مليون. والأستاذ المشرف على الموثق يعتبر من الأعداء الحقيقيين لهذا الأستاذ، وهو ما يجعلنا نفترض أنها حسابات ضيقة يتم تصفيتها بطرق ملتوية غير واضحة.
وبعد استدعاء الشرطة للأستاذ الجامعي الذي حضر إليهم بكل مسؤولية دون تريث تفاجأ بهذه التهمة التي وجّهت إليه دون سابق إنذار ليصرح بتصريحاتها وفق ما يمليه القانون، وأكد أن الموثق فعلا كان طالبا ضمن فوج من أفواج الماستر الذي يشرف عليه إلى جانب ثلة من الأساتذة الجامعيين، وأنه اجتاز اختبار المباراة من كتابي وشفوي وجميع المحاضر تؤكد ذلك، كما أنه كان يحضر إلى المحاضرات وأنه اجتاز جميع امتحانات وحدات الماستر مع اعداد بحثه ومناقشته علنا بمدرج الكلية وكل هذا مستشهدا بمجموعة من الصور وكذا المحاضر واللجنة العلمية المشرفة.
وبرر العلاقة المالية بينهما التي كانت بعد ولوجه لسلك الماستر ومرتبطة بشراء بقعة أرضية كانت تعود لشركة من الشركات العقارية وانه يستحيل بيعها مما ألزم الموثق إعادة تلك الأموال التي سبق للأستاذ الجامعي أن أعطاه إياها عبر إيداعها في حسابه الشخصي.
وهنا نتساءل هل يمكن للعقل أن يتخيل أن هذا المبلغ سيعطى كاملا للتسجيل بسلك الماستر؟!
وهل يمكن أن يكون تسليم هذه المبالغ في منتصف فصول السنة الدراسية أو مع نهاية السنة ؟!
هل من يأخذ مقابلا كرشوة يمكن أن يقبل إيداعه في حسابه مباشرة أو في حساب زوجته مثلا!؟
ولو كان هذا الموثق سخيا لهذه الدرجة لدفع هذا المبلغ المهم للتسجيل في الماستر لما أفلته الأستاذ الجامعي للاستمرار معه في سلك الدكتوراه!!!!
أسئلة وغيرها تطرح نفسها في ذات السياق، لكم الحق في طرحها بأنفسكم.

*لماذا الأستاذ الجامعي أ. ق بالضبط!؟؟؟*

بكل بساطة لأنه أستاذ للتعليم العالي ذو أعلى درجة ترقية في سلم وظيفته، وأنه منسق للماستر سابقا ورئيس لفريق البحث سابقا ومنسق المسلك سابقا وتقمصه لعدة مهام أخرى.
لأنه بالرجوع للوراء وبداية انطلاق الماستر المزعوم أعطى الفرصة للممارس والمهني للعودة إلى المدرج إلى جانب الطالب العادي، بغية التكوين والتحصيل العلمي، وكذا تبادل الخبرات مع الطلبة الذين ينتظرهم مجال سوق الشغل بعد التخرج؛ بل لم يظل الأمر هكذا فقد حرك بأنشطته عجلات الكلية بتنظيم مؤتمرات وندوات ودورات تكوينية استفاد منها العديد من الطلبة وأطرها ثلة من الخبراء والقامات العلمية الهامة في البلد، ليكون مهندس ثورة جديدة للبحث العلمي ورائد الأعمال والدراسات والأبحاث من خلال إصدار مؤلفات علمية كثيرة خولت له المشاركة في المعرض الدولي للكتاب بالرباط، والذي عمل فيه أيضا على تنظيم ندوات ولقاءات مهمة بمواضيع مختلفة.
*كثرة التدوينات والتشهير وتمرير الأكاذيب*
من يسمع أو يقرأ الخبر يهرول مسرعا لعمل partager على الصفحات ليحس بنفسه بطل ويدافع عن الدولة والمؤسسات من المفسدين، ونسي أن هناك من يعد له محضرا بالتشهير وتوزيع أقوال كاذبة ونشر الإشاعات التي تعد جريمة يعاقب عليها القانون، -ولا يعذر أحد بجهله للقانون-، والتي من المحتمل أن يثيرها كل واحد ذكر اسمه أو نشرت صورته أو صوته بأي شكل من الأشكال ليمس بشرفه وسمعته، ولا شك أن جميع القضاة والمحامون والأساتذة الذين ذكروا سيقومون أو قاموا بإثبات الأمر عن طريق مفوض قضائي ووضع شكاية بالمشهرين بهم.
يا معشر العقلاء لا تجعلوا من هؤلاء الذين يدّعون محاربة الفساد هم أكبر المفسدين وخرجوا من بلدهم لأنهم خونة ولا يستحقون العيش فيها أن يسيروكم ويمرروا لكم مغالطات وأكاذيب لا أساس لها من الصحة. وغايتهم هي الربح من متابعاتكم لهم وجني بعض الدراهم على ظهوركم دون ضمير ولا إحساس.

*قرينة البراءة وسؤال الشبهة للمتهم*

في آخر المطاف هذه مجرد شبهة لحقت بهذا الاستاذ الجامعي، والأبحاث والتحريات هي التي ستبين حقيقة هذه المكائد كلها وهذه التهمة الموجهة إليه دون ذلك فمن المفروض علينا أن نحترم المبادئ الدستورية والأخلاقية والقانونية الصحيحة وافتراض البراءة إلى أن يثبت العكس، دون أن نتيح الفرصة للحقد الغامد في نفوسنا وإخراج كل العقد في هذه النازلة التي لم تبدأ تفاصيلها بعد، مع وضع صيب أعيننا حالة عائلته من والديه وإخوته وكذا أبنائه الصغار الذين سيكونون يعانون في المدرسة من حجم هذا التشهير وهذا الحقد الذي أبان عليه جل من ينشر تفاصيل هذه القضية.
ارحموا من وجهت له الأسهم واحترموا سرية التحقيقات لأن ولا واحد يعرف تفاصيل القضية ولا مضامينها حتى يترجل من ينوب عنه لتوضيح الأمر للرأي العام وهذا ما اعيبه حقيقة على محاموه.
ارحموا من كان طالبا وخريجا من هذا الماستر وكذا الدكتوراه، لأن حجم الإهانة والإشاعة التي تطلق على هؤلاء الأشخاص قاسية وموجعة ولا أحد يستطيع التحكم في نفسيته فأنتم تجرحون مشاعرهم وتؤذونهم عبر سخريتكم التي لا أساس لها من الصحة، وأعيب على كل الخريجين أنهم لم يستطيعوا الخروج للتوضيح بأن سنتين من الدراسة في هذا الماستر تعادل 5 سنوات من ماستر آخر، لأن منهجية التدريس كانت صعبة وعالية الجودة ومتنوعة بكل المقاييس. ناهيك عن أن الأستاذ المنسق كان صارما في حضور جميع الطلبة وكانت المجموعة دائما تتخوف من العبارات التي يستعملها في التأكيد على الحضور للفصل وكذا للندوات والأنشطة التي ينظمها.
كل من التقط صورة معه بدأ بحذفها وإخفائها ناسيا أنه كان يفتخر بكونه جالس وتحدث إليه، لماذا هذا التناقض الذي يعتري عقولنا ونحن نتابع مهزلة أخلاقية في هذه القضية.
هذا الرجل يستحق كلمة حق ممن درسوا في فصل من فصوله، ويستحق أن يعطى له حقه في محاكمة عادلة دون ضغط من أي جهة، وإن ثبتت هذه الشبهة في حقه فسنكون أول من ينادون بأقصى عقوبة.
لكن لا تحكموا عليه قبل أن يقول القضاء كلمته فهناك من الأعداء من يستغل الفرصة للتخلص منه وإخلاء المجال له للاشتغال بأريحية دون منافس حقيقي له.
كل من له صراع أو خلافات شخصية مع شخص درس أو تخرج من هذا الماستر أظهر حقده وأجهز عليه بكلام لا يمت بصلة بالأخلاق والمبادئ الإنسانية.

يتبع 1 …

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.