بقلم محمد العورج
في مشهد نادر يجمع بين الفخر الرياضي والطموح الاجتماعي، يعيش المغرب لحظة تاريخية مزدوجة، حيث تزامن تتويج المنتخب الوطني بكأس العالم للشباب مع إعلان الحكومة عن ميزانية غير مسبوقة لقطاعي الصحة والتعليم، ما يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو بناء مغرب قوي، متوازن، ومزدهر.
في إنجاز غير مسبوق، توّج المنتخب المغربي للشباب بلقب كأس العالم لكرة القدم تحت 20 سنة، بعد أداء بطولي أبهر العالم. المباراة النهائية، التي أقيمت في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس، شهدت تفوقًا تكتيكيًا وروحًا قتالية عالية من اللاعبين المغاربة، الذين نجحوا في انتزاع اللقب من بين أنياب منتخبات عريقة.
هذا التتويج يأتي ليؤكد أن إنجازات المغرب في مونديال قطر 2022 لم تكن صدفة، بل نتيجة رؤية ملكية واضحة واستثمار طويل الأمد في البنية التحتية الرياضية، أبرزها أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، الذي أصبح نموذجًا يحتذى به في أفريقيا.
بموازاة الفرح الرياضي، أعلنت الحكومة المغربية عن تخصيص ميزانية قياسية لقطاعي الصحة والتعليم في قانون المالية الجديد لسنة 2026، بلغت 140 مليار درهم، أي ما يعادل 14 مليار دولار، بزيادة تفوق 16% عن السنة الماضية.
التعليم: 85 مليار درهم، تشمل توظيف آلاف الأساتذة الجدد، وتحديث المناهج، وتوسيع المدارس في المناطق القروية.
– الصحة: 32 مليار درهم، موجهة لبناء مستشفيات جديدة، وتوفير المعدات الطبية، وتحسين ظروف عمل الأطر الصحية.
هذا القرار يأتي استجابة لمطالب شعبية متزايدة، خاصة من فئة الشباب، الذين عبّروا عن تطلعاتهم في تحسين جودة الخدمات العمومية، ومكافحة الفساد، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
الملك محمد السادس، في خطاباته الأخيرة، شدد على أن التنمية لا تكتمل إلا بالاستثمار في الإنسان، وهو ما يتجسد اليوم في هذا التزامن بين الإنجاز الرياضي والقرار المالي. فالمغرب لا يراهن فقط على الألقاب، بل على بناء مجتمع متعلم، صحي، ومتماسك.
بين فرحة الجماهير في الشوارع، والقفز الإجتماعية في الصحة و التعليم ، يبتسم المغرب مرتين. الأولى من قلب الملاعب، والثانية من عمق السياسات الاجتماعية. والرسالة واضحة: المغرب الجديد يبنى على الطموح، الكفاءة، والعدالة.
