مستوصف السلام بالخميسات.. يومان من الفوضى تكشف عمق أزمة الصحة النفسية

هيئة التحرير26 سبتمبر 2025
مستوصف السلام بالخميسات.. يومان من الفوضى تكشف عمق أزمة الصحة النفسية

لطيفة بنعاشير / الخميسات
أثارت المراسلة التي خرجت من المندوبية الإقليمية للصحة بالخميسات، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، نقاشا واسعا حول واقع القطاع الصحي بالإقليم. لكن الحقيقة أن الأزمة أعمق من مجرد غياب بعض الأطباء أو تأجيل مواعيد: إنها أزمة بنية صحية كاملة، تمتد من المندوبية الإقليمية بالخميسات، مروراً بـ الإدارة الجهوية بجهة الرباط سلا القنيطرة، وصولاً إلى وزارة الصحة على المستوى المركزي، التي تتحمل جميعها مسؤولية هذا التسيب.
في مستوصف السلام بالخميسات مثلاً، لا تُخصص الطبيبة سوى يومين في الأسبوع لاستقبال المرضى النفسيين، وخلال كل حصة تتكرر الفوضى: اكتظاظ، تأجيل مواعيد، صراعات بين المرضى وعائلاتهم بسبب الانتظار الطويل، ونقص في الأدوية. الأخطر من ذلك أن المصلحة تستقبل أيضاً مدمنين ساهمت هذه السياسات في تفاقم معاناتهم، بعدما كانوا يحصلون على وصفات طبية دون خضوعهم لأي فحص من طبيب مختص، فتحول العلاج إلى باب للإدمان بدل الشفاء.
الحلول المقترحة:
توفير أطباء نفسيين دائمين وتوسيع زمن الاستقبال بمستوصف السلام.
إحداث جناح خاص للطب النفسي داخل المستشفى الإقليمي بالخميسات.
إحداث مصلحة متخصصة لعلاج الإدمان داخل الإقليم، مجهزة بأطباء وخبراء مختصين.
اعتماد الرقمنة في تدبير المواعيد لتفادي الفوضى والطوابير.
تكوين أطر طبية وتمريضية واجتماعية قادرة على تقديم الدعم النفسي والإرشاد الأسري.
تفعيل المراقبة الإدارية من المندوبية والإدارة الجهوية والوزارة لضمان احترام القانون والواجب المهني.
إنقاذ الخميسات والإقليم ككل لن يتم عبر المراسلات ولا عبر الخطابات الداخلية، بل عبر قرارات شجاعة تجعل الصحة النفسية والعقلية ومكافحة الإدمان ضمن أولويات الإصلاح الصحي الوطني.

Leave a Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


Comments Rules : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.