في عمر لا يتجاوز السابعة عشرة، يطل الشاب إلياس الحسني العلوي على الساحة الأدبية المغربية بإصدار أول ديوان شعري له بعنوان *”فقيد اللذة”* ، عن منشورات الحلبي سنة 2023. عمله هذا لا يمثل مجرد بداية، بل هو تعبير صادق عن شغف مبكر بالكتابة، ومحاولة جريئة لإثبات الذات وسط زخم الأصوات الشعرية الشابة.
*ديوان يفيض بالأسئلة والقلق الوجودي*
يتضمن الديوان نصوصًا تتسم بعمق التأمل والبحث عن المعنى، حيث تتجلى ثنائية الحلم والخذلان، والتمرد على المألوف، إلى جانب رغبة ملحة في القبض على اللحظة رغم هشاشتها. قصائد إلياس تنبض بقلق وجودي واضح، وتكشف عن حساسية شاعرية تسعى لفهم العالم من خلال الكلمة.
*الكتابة كملاذ داخلي*
بدأ إلياس الكتابة في سن مبكرة، ويصف علاقته بالقلم بأنها ملاذه الأصدق، مؤكدًا أن أمنيته الكبرى هي أن تجد نصوصه صدى لدى القرّاء. وفي إحدى كلماته، يشير إلى أن صمته أحيانًا ليس غيابًا، بل انعكاس لحراك داخلي عميق، حيث يرى في الشعر تجربة ذاتية تتجاوز حدود الورق.
*جيل جديد يفرض حضوره*
إصدار “فقيد اللذة” في هذا العمر المبكر يعكس ملامح جيل جديد من المبدعين الذين يصرّون على امتلاك صوتهم الخاص، بعيدًا عن التقليد أو التكرار. ويبدو أن إلياس الحسني العلوي يسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ اسمه في المشهد الشعري المغربي، كموهبة تستحق كل دعم ومتابعة.
