انوار العسري
شهدت مدينة القصر الكبير، صباح يوم الأربعاء 24 شتنبر 2025، حالة استنفار أمني واسع بعد أن باشرت فرقة التدخلات والأبحاث القضائية والتحريات الميدانية التابعة للقسم القضائي بمفوضية الشرطة، حملة مباغتة استهدفت عدداً من المبحوث عنهم والفارين من العدالة، إضافة إلى إحضار الممتنعين عن المثول أمام المحققين الأمنيين.
وتندرج هذه العملية في إطار استراتيجية أمنية متواصلة، تروم تعزيز الشعور بالأمن لدى الساكنة، وإحكام القبضة على مختلف مظاهر الجريمة والانحراف داخل أحياء المدينة وأزقتها.
اللافت أن هذه الفرقة الأمنية، المكونة من عناصر شابة مدرّبة، أصبحت تحظى بتقدير كبير من طرف سكان القصر الكبير. فإلى جانب نجاحاتها المتكررة في الإطاحة بالمبحوث عنهم وتجار الممنوعات، تميزت الفرقة بحسن تعامل عناصرها مع المواطنين وحسن الإنصات لنداءاتهم، ما أكسبها صورة إيجابية لدى الرأي العام المحلي.
ورغم التحديات المرتبطة بتنامي بعض مظاهر الجريمة والضغط الكبير على الموارد الأمنية، استطاعت هذه الفرقة بفضل خبرتها الميدانية وتكتيكاتها السريعة، أن تحوّل عدداً من النقط السوداء بالمدينة إلى فضاءات آمنة. عملياتها الليلية داخل التجمعات السكنية والأحياء الشعبية تؤكد حضورها الدائم وقدرتها على الاستجابة الفورية لأي طارئ.
رهان الاستمرارية
يرى متتبعون أن ما يميز هذه التجربة الأمنية بالقصر الكبير، هو المزج بين الحزم في التعامل مع الخارجين عن القانون، وبين المرونة في التواصل مع المواطنين. وهو ما يجعلها نموذجاً لفرقة أمنية استطاعت أن تفرض احترامها بفضل الميدان، لا بالشعارات.
وبينما تتواصل الحملات الأمنية لتجفيف منابع الجريمة، تظل آمال ساكنة المدينة معلقة على استمرارية هذا النهج الأمني، وتعزيزه بإمكانيات إضافية تواكب حاجيات مدينة بحجم القصر الكبير، حتى تظل الطمأنينة عنواناً بارزاً في الحياة اليومية للمواطنين.
