محمد كرومي
في مشهد مأساوي حزين يوجع القلوب، رحلت الطفلة يسرى، وهي في عمر الزهور ذات التسع سنوات، إثر حادث مأساوي وقع قبل أذان المغرب وسط أجواء ماطرة، حين جرفت السيول العارمة والغاضبة جسدها الصغير إلى مصير مروع. ومجهول ليتم العثور عليعا جثة هامدة وسط الاوحال انها فعلا قصة مروعة عاشت على اقاعها مدينة بركان وتالم معها المغاربة.
كانت الطفلة برفقة والديها وأختها الصغرى، عائدة إلى المنزل بعد انتهاء دروسها الإضافية. الأم، التي حملت طفلتها الصغيرة على ظهرها، تمكنت من عبور الطريق بأمان، بينما كان الأب ممسكًا بيد يسرى، يحاولان معًا تخطي السيول الجارفة. إلا أن القدر كان لهما بالمرصاد، إذ باغتتهما قوة المياه المتدفقة، فانزلقت أقدام الأب، وسقط مع ابنته في فتحة صرف صحي مكشوفة وسط تدفق المياه العنيف.
بكل ما يملك من قوة، حاول الأب النجاة، وظل يقاوم التيار حتى تمكن بعض الشباب من إنقاذه، رغم تعرضه لجروح في ساقه. لكن الطفلة يسرى، بجسدها الصغير، لم تستطع الصمود أمام قوة المياه الجارفة، فاختفت في الوادي، وسط صرخات والدها العاجز عن إنقاذها.
بعد عمليات بحث مضنية، تم العثور على جثة الطفلة في وادي شراعة بمدينة بركان، بعدما جرفتها السيول لمسافة طويلة، لتتحول قصتها إلى فاجعة تهز المجتمع، وتثير تساؤلات حول البنية التحتية وضرورة اتخاذ تدابير لحماية أرواح الأبرياء.
رحم الله الطفلة يسرى، وجعلها طيرًا من طيور الجنة، وألهم أهلها الصبر والسلوان. قلوبنا مع عائلتها في هذا المصاب الأليم، وتعازينا الحارة لكل من عرفها وأحبها.
#إنا_لله_وإنا_إليه_راجعون